من طرف d7ket-2lb 1/2/2010, 19:28
سقراط واختبار المصافي الثلاث
أشتهر الفيلسوف العظيم "سقراط" بالحب الكبير الذي يتملك قلبه, وإحترامه وإجلاله لمن حوله وخاصة الأقربون والأصدقاء...
وفي أحد الأيام, صادفه أحد جيرانه وبادره الحديث..
الجار : هل تدري ما وصلت لمسامعي عن صديقك...؟؟؟
سقراط : لحظة, قبل أن تبدأ بالحديث أحببت لو أشتركت بإختبار صغير أسميته "المصافي الثلاث"....
الجار مستغربا : "المصافي الثلاث" ؟؟؟
سقراط : نعم, فقبل أن تحدثني عن صديقي نستطيع أنا وأنت أن نصفي وننقي الحديث عبر ثلاثة مصافي.....
المصفاة الأولى "الصدق" ..... فهل أنت على يقين بأن ما ستقصه عليّ هو حقيقة وكلام صدق...؟؟؟
الجار : كلا, فما هو إلا ما قد سمعته من بعض الناس ولا أدري صحة ما حدثوني به...
سقراط مقاطعا : حسنا,.... "الحقيقة" أنك لا تدري إن كان ما تريد سرده لي هو حقيقة أم لا..!!!
والأن أسمح لي بالمصفاة الثانية..."الطيبة"...
هل بحديثك عن صاحبي ستمدحه وتضيف على صفاته التي أعرفها مزيدا من الطيبة والجمال والبهاء..؟؟
الجار : كلا, بل العكس.....
سقراط مقاطعا مرة أخرى : إذا, ستصف صديق بما يعيبه وتنتقص من طيبته وجماله وصفاته على مسمعي دون أن تدرك إن كان كلامك به نوع من الحقيقة ....!!!
والأن, حتى وإن إنتابني الفضول, فليس بمقدوري التخلي عن المصفاة الثالثة فبل سمعي لحديثك, والمصفاة الثالثة.."الفائدة والإنتفاع"....!! فقل لي أيها المبجل, هل بحديثك ستزيدني نفعا في حياتي وعلمي وثقافتي..؟؟؟
الجار (وقد بانت عليه علامات الحرج وأطرق رأسه وكأنه يبحث في الأرض لمخرج من هذا الموقف) : الصراحة....كلا, فما هو إلا مجرد كلام بلا نفع..!!
سقراط (وقد بانت على ثغره بسمة الشفقة وقليل من السخرية) : أن كنت ستقص علي كلاما خاطاً وخالٍ من الجمال ومع هذا لا يزيدني نفعاً.... فلمَ لي أن أسمعه وأعرفه إذاً..؟؟